مجنون ليلى .......قيس بن الملو ّح

[b]لا يذكر الحب في شعرنا العربي القديم الا ويذكر معه مجنون ليلى ..هذا الاسم الاسطوره , الذي صار علما على نوع من الحب هو .
الحب العذري ..وصار مثلا للعشق الصادق الذي صرع صاحبه ,
فكان بذلك موضع أحاديث معاصريه ومن جاء بعدهم حتى يومنا هذا ..........
ويتفق المؤرخون جميعا على ان المجنون عاش في عصر الدوله
الامويه,واستمرت حياته حتى عام سبعين من الهجره وان اسمه الكامل هو (قيس بن الملوّح من بني عامر بن صعصعه) وان ليلى
التي احبها ةهام بها وقضى بسبب حبها هي (ليلى بنت مهدي بن سعد بن كعب بن ربيعه )...وان كليهمانشأ في بيت ذي ثراء وافر
وخير كثير ,.........
_ولكن ما هي _ حكاية الحب العذري ؟
في رحاب الصحراء العربيه وتحت خيامها , وفي ضلال كثبانها
ومنعطفات اوديتها ,نما وترعرع حب الفروسيه الاصيل ...ولقد
كانت البيئه العربيه مهدا لحب الفروسيه منذ الجاهليه ,فالباديه ايقظت في وجدنان الشاعر العربي المرح والسرور وهو حب اهل الباديه الذي يملا عليهم فراغ الحياة من حولهم ويبعث فيهم من نبل
الشعور ما به يعيشون على ذكرى هذه العاطفه في النفس ,ويبكون
اثارها في اطلال ديار الحبيب0
وحياة الباديه بما كانت تستلزمه من تعاون قبلي , ساعدت على تكوين أخلاق وتقاليد
تمكنت من روح العربي وسرت في نفسه وهي اخلاق الفروسيه وتقاليدها ..في البطوله في الحرب .....وحمايه الجار ...والوفاء بالعهد0
ولم يلبث عامل البيئه و القبيله ان تضافر مععوامل اخرى كثيره في خلق نوع جديد في حياة العربي ,يتجاوز كثيرا حب الفروسيه وان كان يتفق معه في صدق العاطفه الا وهو الحب العذري ,وفيه يمتزج صدق العاطفه بصدق العقيده 0
ها هو قيس بن الملوح,في مقتبل شبابه ,الفتى الغيور ..المعتد بنفسه
..ينشد حبا خالصا له ..حتى اذا علق قلبه بليلى ..واتاه الحب الذي كان يتطلع اليه حب جارف قوي عارم ........0
ويغلب قيسا شعوره العنيف بحب ليلى ..فيعبر عن حبه لها وهيامه بها في شعر حلو متدفق ولسؤ الحظان التقاليدالعربيه الجاهليهالتي لم يكن قضى عليها الاسلام كانت تحرمعلى من يشبب بفتاة ان يتزوج منها لان التشبيب والغزل الصريح مظنه صله بها قبل الزواج ومبعث ريبه في ان الزواجلم يتم بينهما الا سترا للعار0
وتحرم ليلى على قيس وتجبر على الزواج من غيره ولا يحتمل قيس وقع الكارثه ..فيهيم على وجهه شاردا ذاهل اللب فيما يشبه....... الجنون0
ومن بين ديوان (مجنون ليلى )تستوقفنا قصيدته المسماة(المؤنسه)
ليس لانها كما تقول مصادر شعره اشهر قصائده فحسب ,ةلا لانها اطول قصيدهانشدها وواضب عليها ولا لانها _كما يقولون _كانت
اقرب قصائده الى قلبه .........لا يخلو بنفسه الا وانشدها ,ومن هنا
كانت تسميتها بالمؤنسه لكثرة ما انست المجنون بترديده لها وانشاده
ابياتها مجتمعه او متفرقه ...ليس لكل هذه الاسباب نتخير قصيده المؤنسه من ديوان المجنون ...ولكن لانها نموذج رفيع للشعر العذري0
في ضوءهذه السطور نستطيع ان نتامل قصيده المؤنسه,رائعه مجنون ليلى باعتبارها نموذجا صادق التعبير والتصوير لحقيقه
هذا الحب العذري ولعمق مكابدة العاشق العذري وتساميه بعاطفته
المشبوبه وشعوره الصادق ووجده المبرح كما نستطيع ان نطالع من خلال ابياتها نسيجا شعريا محكما غايه في الرقه والعذوبه تغمره روح بدويه اصيله تكسبه صدقا ورصانه وبعدا عن التكلّف وخلوا
من الصنعه نسيجا شعريا يزخر بصدق العاطفه وروعه التصوير
وحرارة الوجد والهيام لا يملك قارئه الا ان يتعاطف معه ويتاثر بما
يحمله من لوعة وحنين وشجن واسى .........


المؤنسه

تذكرت ليلى والسنين الخواليا
وايام لا تخشى على اللهو ناهيا
ويوم كظل الرمح قصّرت ظلّه
بليلى فلهاني وما كنت لا ناسيا
بتمدين لاحت نار ليلى وصحبتي
بذات الغضى نزجي المطي النواجيا
فقال بصير القوم المحت كوكبا
بدا في سواد الليل فردا يمانيا
فقلت له بل نار ليلى توقدت
بعليا تسامى ضوؤها فبدا ليا
فليت ركاب القوم لم تقطع الغضى
وليت الغضى ماشى الركاب لياليا
فيا ليل كم من حاجة لي مهمه
اذا جئتكم بالليل لم ادر ما هيا
خليليه ان لا تبكياني التمس
خليلا اذا انزفت دمعي بكا ليا
فما اشرف الايفاع الا صبابة
ولا انشد الا شعار الا تداويا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
يضنان كل الضن ان لا تلاقيا
لحى الله اقواما يقولون اننا
وجدنا طوال الدهر للحب شافيا
خليلي لا والله لا املك الذي
قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا
قضاها لغيري وابتلاني بحبها
فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
وخبّرتماني ان تيماء منزل
لليلى اذا ما الصيف القى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنا قدانقضت
فما للنوى ترمي بليلى المراميا
فيا رب سو الحب بيني وبينها
يكون كفافالا عليّ ولا ليا
فما طلع النجم الذي يهتدى به
ولا الصبح الاهيجا ذكرها ليا
ولا سرت ميلا من دمشق ولا بدا
سهيل لاهل الشام الا بدا ليا
ولا سميت عندي لها من سمية
من الناس الا بل دمعي ردائيا
ولا هبت الريح الجنوب لارضها
من الليل الا بت للريح حانيا
فان تمنعوا ليلى وتحموا بلادها
علي ّفلن تجموا علي القوافيا
فاشهد عند الله اني احبها
فهذا لها عندي فما عندها ليا
قضى الله بالمعروف منها لغيرنا
وبالشوق مني والغرام قضى ليا
وان الذي املت يام مالك
اشاب فويدي واستهام فؤاديا
اعد الليالي ليله بعد ليله
وقد عشت دهرا لا اعد اللياليا
واخرج من بين البيوت لعلني
احدث عنك النفس بالليل خاليا
اراني اذا صليت يممت نحوها
بوجهي وان كان المصلى ورائيا
وما بي اشراك ولكن حبها
وعظم الجوى اعيا الطبيب المداويا
احب من الاسماء ما وافق اسمها
او اشبهه او كان منه مدانيا
خليلي ليلى اكبر الحاج والمنى
فمن لي بليلى او فمن ذا لها بيا
لعمري لقد ابكيتني يا حمامه ال
عقيق وابكيت العيون البواكيا
خليلي ما ارجو من العيش بعدما
ارى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا
وتجرم ليلى ثم تزعم انني
سلوت ولا يخفى على الناس ما بيا
فلم ارى مثلينا خليلي صبابة
اشد على رغم الاعادي تصافيا
خليلان لا نرجو اللقاء ولا نرى
خليلين الا يرجوان التلاقيا
واني لاستحييك ان تعرض المنى
بوصلك او ان تعرضي في المنى ليا
يقول اناس عل مجنون عامر
يريد سلوا قلت انى لما بيا
اذا ما استطال الدهر يا ام مالك
فشان المنايا القاضيات وشانيا
اذا اكتحلت عيني بعينك لم تزل
بخير وجلت غمره من فؤاديا
فانت التي ان شئت اشقيت عيشتي
وانت التي ان شئت اشقيت باليا
وانت التي ما من صديق ولا عدا
يرى نضو ما ابقيت الا رثى ليا
أمضروبه ليلى على ان ازورها
ومتخذ ذنبا لها ان ترانيا
اذا سرت في الارض الفضاء رايتني
اصانع رحلي ان يميل حياليا
يمينا اذا كانت يمينا وان تكن
شمالا ينازعني الهوى عن شماليا
واني لاستغشي وما بي نعسه
لعل خيالا منك يلقي خياليا
هي السحر الا ان للسحر رقيه
واني لا الفي لها الدهر راقيا
اذا نحن اولجنا وانت امامنا
كفى لمطايانا بذكراك هاديا
ذكت نار شوقي في فؤادي فاصبحت
لها وهج مستضرم في فؤاديا
الا ايها الركب اليمانيون عرجوا
علينا فقد امسى هوانا يمانيا
اسائلكم هل سال نعمان بعدنا
وحب الينا بطن نعمان واديا
الا يا حمامي بطن نعمان هجتما
عليّ الهوى لما تغنيتما ليا
وابكيماني وسط صحبي ولم اكن
ابالي دموع العين لو كنت خاليا
ويا ايها القمريتان تجاوبا
بلحنيكما ثم اسجعا عللانيا
فان انتما استطربتما او اردتما
لحاقا باطلال الغضى فاتبعاني
الا ليت شعري ما لليلى وما ليا
وما للصبا بعد شيب علانيا
الا ايها الواشي بليلى الا ترى
الى من تشيها او بمن جئت واشيا
لان ظعن الاحباب يام مالك
فما ظعن الحب الذي في فؤاديا
معذبتي لولاك ما كنت هائما
ابيت سخين العين حران باكيا
معذبتي قد طال وجدي وشفني
هواك فيا للناس قل عزائيا
وقائله وارحمتها لشبابه
فقلت اجل وارحمتها لشبابيا
وددت على طيب الحياة لو انه
يزادلليلى عمرها من حياتيا
الا يا حمامات العراق اعنني
على شجني وابكين مثل بكائيا
يقولون ليلى بالعراق مريضه
فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
تمر الليالي والشهور ولا ارى
غرامي لها يزدادالا تماديا
فيا رب اذصيرت ليلى هي المنى
فزني بعينيها كما زنتها ليا
والا فبغضها الي واهلها
فاني بليلى قدلقيت الدواهيا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه
وان كنت من ليلى على اليأس طاويا
خليلي ان ضنو بليلى فقربا
لي النعش والاكفان وأستغفرا ليا

="الغافل"]

تسلم اخي العزيز
معلومات مفيدة جدا