المطر .......ذلك الصديق
المطر الذي يسقط في الشتاء , علمني البكاء على مصيري قبل ان أعيشه اليوم بين عيونكم
المطر يا سادتي كان جلادي وحبيبي .., فقد بكيت في الشوارع كلها وأمتزجت دموعي بحبات
المطر النازل فوق خدي .., ولم ينقذني من عيوبي وضعفي سوى هذا المطر العاشق الذي ....
....أسميته (صديقي)....
منذ الصباح وانا أمشي في الشوارع مع( صديقي) فقد أحببت ان أعش على نغمات سقوط قطراته
الرائعة ..... الناس تحت المطر ... المطر في جسدي ....وانا في فرح أحتظنه لحظة بعد لحظة ..
...أتسرب في بين قطراته .., وداخل هذا العالم الرائع .....قد يغرق المرء في الماء ويموت ...
أو يغرق في النساء ويموت... وقد يغرق في نفسه ويموت .., وهكذا انا .. مادمت لم أجرب البحر
ولم أجرب النساء .. فقد جربت كل شيء داخل نفسي مع صديقي المطر ....معه أحدق في السماء والطيور والاصدقاء ..........
ولكن.....
فجأة ...سكت المطر وراح صديقي عني .., فدخلت في كابوس لعين ...ولفني صداع شديد ...
وقفت في مكاني أحدق بخوف الى السماء ....علََِي أجد صديقي يرجع مرة أخرى ...لكن دون جدوى ..., طال أنتظاري ....صرخت بأعلى صوتي كي يسمعني ....كي يرجع ...لكن صحوت
فجأة رأيت الناس يحدقون بي ويجتمعون حولي ....كانت عين الرجل الواقف أمامي تقول .......
ما بالك أيها الغبي ؟ ...ورأيت الضحك في همسات أمرأتين تحدقان بي وتصرخان في داخلهما انه أحمق .....أحمق ....لكني أقسم اني لست أحمقاً ولا مجنون ...كل جرمي هو اني صادقت المطر ولا اهل لي سوى قطراته .....وبيتي ..سحر سقوه اللذيذ ......
بكيت داخل نفسي وحاولت الهروب من عيون الناس بكيت كثيراً وانا أخط رجلي وحيداًفي الازقة
تعبت من المشي فوجدت حديقة صغيرة أتكأت على شجرة فيها وانا أمنَي النفس بعودت صديقي
اللذيذ ..., ونمت ..كنت مقتولاً في النوم ومقتولاً في اليقظة .........
فجأة .........سمعت صوت خطوات سريعة فتحت عيني رأيت الناس يركضون ورأيت قطة واقفة
تحاول ان تختبأ تحت شجرة .....وقفت واذا بصديقي قد عاد ....فضحكت على كل الناس.........
وصرخت...سلاماً ايها الصديق ... كانت الشوارع خالية الا انا أركض فيها وأصرخ بفرح
لماذا يخافك الناس ايها المطر ؟
لماذا أحبــــــــــك أنــــــــــا؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ